يتم حالياً في المغرب التداول في اقتراح يقضي
بتسجيل شجرة «اركانا» التي تنمو في جنوب البلاد على اعتبارها ملكية مغربية في جنيف
بعد أن أفادت بعض التقارير أن إسرائيل تسعى للاستفادة من بحوث علمية أنجزها باحثون
مغاربة لاستنبات هذه الشجرة النادرة
وقال مصدر مغربي مطلع إن اقتراح تسجيل
الشجرة طرح الأسبوع الماضي خلال اجتماع لمجلس جهة أغادير (مجلس الإقليم) وان
السلطات المحلية على دراية بالموضوع
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل أبدت اهتماماً
بهذه الشجرة منذ فترة نظراً لخصائصها الفريدة وان بحوثاً أنجزها باحثون مغاربة ربما
تكون قد وصلت إلى أحد المعاهد الزراعية في تل أبيب
ورجح المصدر أن تكون تلك
البحوث وصلت إلى هناك عن طريق طرف ثالث، أوروبي في أغلب الأحيان.
وأشار
المصدر إلى أن الإسرائيليين إذا استطاعوا استنبات شجرة «اركانا» ربما يزعمون
مستقبلاً ملكيتها وبالتالي يفقد المغرب حقوقه الطبيعية التي يمكن أن تدر عليه فوائد
جمة، حيث يتبين في كل يوم خصائص جديدة لهذه الشجرة التي صمدت في المنطقة منذ قرون
عرفت خلالها جميع تقلبات الطقس والطبيعة. ولا تنبت شجرة «اركانا» حالياً إلا في
منطقة جنوب الأطلس وهي المنطقة التي تعيش فيها قبائل «حاحا» التي تمتد من إقليم
الصويرة إلى أغادير، وهي قبائل رعوية وفلاحية. وكانت مميزات شجرة «اركانا» أثارت
دهشة علماء النباتات والغابات نظراً لتفردها. ومع تقدم البحوث تبين أن لها عدة
فوائد. وتنمو شجرة «أركانا» ببطء شديد حيث لا يصل طولها إلى متر ونصف المتر خلال
عقود تمتد أحياناً إلى قرن كامل
والشجرة من فصيلة الأشجار الصنوبرية، لها
جذع قصير غير مستقيم، لولوبي، ولها فروع كثيفة ووارفة، وأوراق على شكل ملعقة، وتزهر
الشجرة أزهارا بيضاء ويجني فلاحو المنطقة ثمارها في فصل الصيف خلال عملية حصاد
جماعية تصاحبها أغان وأهازيج شجية. وبعد تجفيف ثمار الشجرة يتم فصل النوى عن القشور
يدوياً فوق أحجار دائرية ملساء، ثم تقدم القشور إلى الماشية وهو ما يساهم في
توالدها وفي زيادة كميات الحليب في اضرعها بكيفية لافتة. أما النوى فيعصر بطرق
تقليدية ويستخرج منه زيت «أركان» الذي يستعمل في بعض الحالات للطهي وكذلك للزينة
وأبانت البحوث أنها يعالج عدة امراض. وتقول بحوث نشرت أخيراً إن زيت «أركان» غني
بحوامض دهنية بمواد تساهم في تخفيض نسبة الكولسترول وبالتالي الحد من أمراض القلب
وتنشيط الدورة الدموية والمساهمة في نمو الدماغ كما يساهم في نمو الرضع والأطفال.
وأشارت بحوث اشرف عليها باحثون ألمان الى أن الحوامض الدهنية لزيت «أركان»
تفوق بكثير حليب الأمهات أو الأبقار أو في تلك التي توجد في اللحوم والأسماك لذلك
ينصح الأطباء بجعل زيت «أركان» غذاء للرضع والأطفال وينصح به لتقوية مناعة جهاز
الدورة الدموية
كما أثارت فوائد هذا الزيت اهتمام مؤسسات علمية ومختبرات صيدلية
مرموقة في الولايات المتحدة وتقوم حالياً باجراء بحوث مخبرية على
خصائصه
ويستعمل الزيت الذي يبيعه الأهالي على قارعة طرق مداشر وقرى المنطقة
كدهان للشعر والجسم، حيث يقضي على الكثير من الفطريات. وما زالت قبائل «حاحا»
تستعمل زيته أيضا للإنارة في بعض القرى، كما أن جذوع الشجر تستعمل في الطهي أو في
استخراج فحم يشتعل بدون دخان على الاطلاق لذلك يطهون فوقه ما يعرف في المنطقة
«بالطاجين السوسي»، وهو عبارة عن إناء فخاري يوضع بداخله اللحم والخضروات والتوابل
دفعة واحدة ويترك لينضج على مهل
ويقول باحثون ان أشجار «اركانا» تساهم
مساهمة ملحوظة في التوازن البيئي وهي تحد من التصحر وزحف الرمال ومقاومة آثار
الجفاف، إضافة إلى أنها تعيش سنوات طويلة حتى خلال فترات الجفاف معتمدة على تخزين
الماء داخل جذعها الذي يتحول إلى خزان مائي صغير
وتقول المصادر إن هناك
محاولات لغرس هذه الشجرة في مناطق أخرى من المغرب لكن هذه المحاولات لا يمكن معرفة
نتائجها للتو، كما هو الشأن بالنسبة للمغروسات الأخرى إلا بعد مرور سنوات طويلة
نظراً للنمو البطيء لشجرة «اركانا»
ويعكف باحثون حالياً عن كيفية تسريع نمو
شجرة «أركان» ويرجح أن تكون نتائج هذه البحوث قد وصلت إلى
إسرائيل.
الرباط: طلحة جبريل
لاحـد 01 ربيـع الثانـى
1424 هـ 1 يونيو 2003 العدد 8951